المس الشيطانى حقيقته وعلاجه

Home / مقالات طب نفسي لكتاب اخرين / المس الشيطانى حقيقته وعلاجه
المس الشيطانى حقيقته وعلاجه

المس الشيطانى حقيقته وعلاجه

الجمعة 11-09-2015

بقلم الشيخ محمد الغزالي ـ بتصرف فصل من كتابه السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث


طرق بابى رجل يقول إنه مسكون بجنىٌ عات غلبه على أمرى ..!!

تأملت ملامحه وحالته العامة ثم قلت له: ما أظنك مريضاً بالصرع، أتعتريك نوباتٌ ما؟ فلم يزد على القول بأنه مسكون …

إن عددا كبيرا من النساء . وعددا قليلاً من الرجال يجيئنى بمثل هذه الشكاة،وكنت أبذل شيئا من الجهد لتثبيت القلق،وتسكين الحائر، وإعادة الاستقرار النفسى والفكرى إلى هذا وذاك ..

وشعرت بأن الأزمات الروحية والأضطرابات العصبية من وراء الإدعاء بأن الجنتحتلهذا الجسد. أو تحتك بهذا البائس . وربما استعنت ببعض الرقىوالتلاوات والنصائح لجعل أولئك المرضى أحسن حالا،وإن تبديد أوهامهم شئ يطول ..

وتحدث معى بعض أهل العلم الدينى،وكأنهم رأوا إنكارى على أولئك المرضى،وقالوا لى : لماذا ترفض فكرة أحتلال الشياطين لأجسامهم ؟

كان جوابى محددا: لقدشرح القرآن الكريم عداوة إبليس وذريته لآدم وبنيه،وبين أن هذه العداوة لا تعدو الوساوس  والخداع ((  وأستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجيلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا )) (61)

وليس يملك الشيطان فى هذا الهجوم شيئا قاهرا،إنهيملك استغفال المغفلين فحسب : (( وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى،فلا تلومونى  ولوموا أنفسكم ))

وقد تكرر هذا المعنى فى موضع آخر : (( ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين . وما كان له عليهم من سلطان )) (63)

إن الشيطان لا يقيم عائقا أمام ذاهب إلى المسجد !ولايدفع سكرانا فى قفاه ليكرع الإثم من إحدى الحانات ! إنه يملك الاحتيال والمخادعة،ولا يقدر على أكثرمن ذلك …

قاللى أحدهم : هذا صحيح . لكن ما أوردته لا ينفى أن بعض المردة قد يساور بشرا مسلماً وينال منه … ! قلت : وأنا ضجر : هل العفاريت متخصصة فى ركوب المسلمين وحدهم ؟ لماذا لم يشكٌ ألمانى أو يابانى من احتلال الجن لأجسماهم ؟

إن سمعة الدين ساءت من شيوع هذه الأوهام بين المتدينين وحدهم !

إنكم تعلمون أن العلم المادى اتسعت دائرته ورست دعائمه،فإذا كان ما وراء المادة سوف يدور فى هذا النطاق فمستقبل الإيمان كله فى خطر .

فلنبحث علل أولئك الشاكين بروية،ولنرح اعصابهم المنهكة،ولا معنى لاتهام الجن بما لم يفعلوا .. !!

وجاءنى صديق يقول لى : أرى أن تسمع كلام أهل العم فى هذه القضية ! قلت : مرحبا بكلام أهل العلم ،هات ما عندك …

قال : إن مسً الشيطان لإنسان ثابت بالكتابوالسنة،فأما الكتاب فقوله تعالى : (( الذين يأكلون الربالا يقومون إلا كمابقوم الذى يتخبطه الشيطان من المسّ)) ( 64)

وأما السنة فقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إن الشيطان يجرى من الإنسان مجرى الدم)) وقوله : (( فناء أمتى بالطعن والطاعون وخز أعدائكم من الجن . وفى كل شهادة )) وقوله : (( ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسه الشيطان إلا ابن مريم وأمه عليهما السلام ))..

قال الشيخ منصور ناصف رحمه الله : إن الواقع من هذا كثير ومشاهد حتى إن عبد الله بن الأمام أحمد سأل والده ـ كما فى آكام المرجان ـ فقثال : ياوالدى إن قوما يقولون : إن الجنى لا يدخل بدن المصروع من الأنس،فقال : يكذبون،هو ذا يتكلم على لسانه ! ثم قال الشيخمنصور :من هذا وضح الحق واستبان فمن شاء فليؤمن،ومن شاء فليكفر !

قلت: إقتحام الايمان والكفر هنا لا معنى له،ولعله من غلو بعض المتدينين فى إثبات قضايا هامشية .. وأهل الفقه منزهون عن هذا المسلك .

إن عالم الفلك لا يعنيه أن تصب ً مجارى الإسكندرية فى الصحراء أو البحر المتوسط،ولا يعنيه أن تمر السفن ا لتجارية من قناة السويس أو تدور حول رأس الرجاء الصالح ..

الذى يعنينى هو عقائد الإسلام وحاضر الوحى الآلهى ومستقبله !

وعندما تناقلت الصحف أن الشيخ عبد العزيز بن الباز أخرج شيطانيا بوذيا من أحد الأعراب،وأن هذا الشيطان أسلم،كنت أرقب وجوه القراء،وأشعر فى نفوسهم بمدى المسافة بين العم والدين .. إن قدر القرآن الكريم أعظمكثيرا من هذه القضايا …

ونعود إلى ما ذكره صديقنا من أدلة على أن الشيطان يسكن جسمالإنسان ويؤثر فيه بما يشاء !..

أما الآية الكريمة : (( …. لا يقومون إلا كما بقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس )) فجمهور المفسرين على أن ذلك يوم الجزاء،وسبب هذا التفسير أن أحدا لم ير أكلة الربا مصروعين فى الشوارع توشك أن تدوسهم الأقدام !

ومن ثم جعلوا ذلك عندما يلقون الله فيحاسبهم على جشعهم وظلمهم.

ونقل  الشيخ رشيد عن البيضاوى فى هذا التشبيه أنه وارد على ما يزعمون من أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع،والخبط ضربٌ على غير اتساق كخبط العشواء ..

ثم قال صاحب المنار : (( فالآية على هذا لا تثبت أن الصرع المعروف يحصل بفعل الشيطان حقيقة ولا تنفى ذلك وفى المسألة خلاف بين المعتزلة وبعض أهل السنة أن يكون للشيطان فى الإنسان غير ما يعبر عنه بالوسوسة . وقال بعضهم : إن سبب الصرع مسّ الشيطان كما هو ظاهر التشبيه وإن لم يكن نصا فيه . وقد ثبت عند أطباء هذا العصر أن الصرع من الأمراض العصبية التى تعالج ك؟أمثالها بالعقاقير وغيرها من طرق العلاج الحديثة . وقد يعالج بعضها بالأوهام … إلخ.

أما حديث أن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم فإن القصة التى وردفيها تشرح المراد منه ! قالت صفية ـ زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ كان رسول الله معتكفا . فاتيته ازوره ليلا فحدثته،ثم قمت غلى بيتى . فقام النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ يمشى معى مودًعاـ وكان مسكنها فى دار اسامة ابن زيد ،فمر رجلان من الأنصار،فلما رأيا النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسرعا ! فقال لهما : على رسلكما ـ أى تمهّلاـ إنها صفية بنت حيى ! قالا : سبحان الله يا رسول الله ! قال : (( إن الشيطان يجرى من الإنسان مجرى الدم ،فخشيت أن يقذف فى قلوبكما شيئا أو قال شرا .. ))

وظاهر من الحديث أن الرسول يريد منع الوسوسة التى قد يلقيها الشيطان عندما يرى مثل  هذا المنظر،ومع أن الصاحبين أنكرا واستعظما أن يجرى فى نفسهما شئ من ظنون السوء بالنسبة للمعصوم عليه الصلاة والسلام،فإن النبىّ أراد منع هذه الوسوسة .

ولا صلة للحديث باحتلال الشيطان لجسم الإنسان ..

وأما الحديث الآخر وهو أن الطاعون وخز الجن وهم أعداء البشرفيكفينا فى شرحه صاحب المنار عندما قال : يرى المتكلمون أن الجن أجسام حية حفيفة لا ترى،وقد قلنا غير مرة، إنن الأجسام الحية الحفية التى عرفت فى هذا العصر بواسطة النظارات المكبرة وتسمى( بالميكروبات) يصح أن تكون نوعا من الجن وقد ثبت أنها علل لأكثر الأمراض،قلنا ذلك فى تأويل ما ورد من أن الطاعون من وخز الجن .. على أننا نحن المسلمين لسنا فى حاجة ‘إلى النواع فيما أثبته العم وقرره الأطباءأو إضافة شئ  إليه مما لا دليل فى العم عليه لأجل تصحيح بعض الروايات الآحادية.

ونحمد الله على أن القرآن أرفع من أن يعارضه العلم … ))

ونجئ إلى حديث نخس الشيطان لإنسان كما يذكر الرواة .. ! ونقول : خيًل إلى أن الشيطان قابع تحت الرحم يتسقبل الوليد\القادم وهو شديد الحقد،يقول له : إن قصتى مع أبيك الأول لم تنته بعد . وسأحاول إرهاقك كما أرهقته .

ثم ينخسه يصرخ الوليد الساذج منها ثم يستقبل بعد ذلك حياته خارج الرحم .

وقد اقترب الشعراء من هذا المعنى عندما قال قائلهم :

لما تؤذن الدنيا به من صروفها يكون بكاء الطفل ساعة يولد !

وقد كانت أم مريم بادية القلق عندما استجارت بالله أن يصونها ويصون ذريتها (( وإنى سميتها مريم وإنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم )) (65)

ومريم وابنها على أية حال من عباد الله الصالحين،وليس للشيطان سلطان على أولئك العباد .. !

وننظر إلى الموضوع من خلال أقوال العلماء المحققين،قال صاحب المنار : ( فى حديث أبى هريرة عند الشيخين وغيرهما واللفظ هنا لمسلم (( كل بنى آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وأبنها )) فسر البيضاوى المسّ هنا بالطمع فى الإغواء ! زوقال الأستاذ الإمام : إذا صح الحديث فهو من قبيل التمثيل لا من بابا الحقيقة ولعل البيضاوى يرمى إلى يرمى إلى ذلك .. ! قال الشيخ رشيد : والحديث صحيح  بعد استخراج حفظ الشيطان منه،وهو أظهر فى التمثيل،ولعل معناه أنه لم يبق للشيطان نصيب،فى قلبه ولبا بالوسوسة كما يدل على ذلك قوله فى شيطانه (( إلا أن الله أعاننى عليه فأسلم )) وفى رواية مسلم (( فلا يأمر إلا بخير ))

ثم قال صاحب المنار رضى الله عنه : المحقق عندنا انا ليس للشيطان سلطان على عباد الله المخلصين وخيرهم الأنبياء والمرسلون ! واما ما ورد فى حديث مريم     وعيسى من ان الشيطان لم يمسها وحديث إسلام شيطان النبى ــ صلى الله عليه وسلم ـ وحديث إزالة حظ الشيطان من قلبه فهو من الأخبار الظنية،لأنه من رواية الآحاد ولما كان موضوعها  علم الغيب،والإيمان  بالغيب من قسم العقائد،هى لا تؤخذ فيها بالظن لقوله تعالى : (( وإن الظن لا يغنى من الحق شيئا )) (67 ) كنا غير مكلفين أن نؤمن بمضمون هذه الأحدايث فى عقائدنا .

وقال بعضهم : أيؤخذ فيها بأحاديث الآحاد لمن صحت عنده ! ومذهب السلف فى هذه الأحاديث تفويض العم بكيفيتها إلى الله تعالى … إلخ ))

ومع أن  مذهب الشرطة من أيام على رجل ظل يهوى على أحد المرضى بعصاه حتى أخمد أنفاسه،وكان الأحمق يظن أنه يضرب الشيطان ليخرج،وكان يقول له : اخرج عدو الله ! وانتهت المأساه بقتل المريض البائس .

وما يرويه صاحب (( آكام المرجان فى أحكام الجآن )) أكثره خرافات وخيالات،وإن ذكره ابن حنبل وابن تيمية وغيرهما !

نحن نعلم أن الأرض التى نسكنها هباءة صغيرة فى كون ضخم فخم يضج بالحياة والأحياء ! نعم قد تكون أرضنا حبّة رمل على شاطئ الوجود الرحب الذى تختفى أبعاده عن وهمنا !!

ونحن نشعر بسعة الملكوت عندما نتابع مباحث الفلكيين،وقطرات من المعارف التى ترشح عليهم من إدمان النظر فى الفضاء

ونستطيع الحكم بأنه من الحماقة الظن بأننا وحدنا الأحياء فى هذا الوجود الكبير !! إن الذى يبنى ناطحة سحاب لا يدع الريح تصفر فى جنباتها مكتفيا بإسكان غرفة فى سرداب منها ..

إن العالم مشحون بالأحياء التى خلقها الله لتدل عليه وتشهد بمجده،ومن غرور البشر أن يحسبوا أنفسهم الحياة كلها .

ومع النظر فى القرءان الكريم ندرك تلك الحقيقة،يقول الله تعالى : (( وله من فى السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون )) ويقول (( ومن آياته خلق السماوت والأرض . وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير ))

والآيات كثيرة،ومنها نعلم أن أبناء آدام نوع من المخلوقات،وليسوا المخلوقات .. هناك الملائكة،ولا نتحدث الآن عن وظائفهم ! وقد تكون هناك كائنات أخرى لا ندرى شيئا عن سيرتها أو مصريها،وهناك عالم الجن الذى نومى هنا إلى بعض سماته .

إن القرءان الكريم حدثنا عن الشيطان الأكبر إبليس عدو آدم وبنيه ! وحدثنا عن الجن مبنيا أنهم يأكلون وينسلون ويكلفون وأن فيهم المؤمن والكافر والتقى والفاجر .

وقد علمنا أن الجن لهم حياتهم الخاة بهم . وأنهم أشد منا قوة،وأنهم يروننا ولا نراهم ! ومع ذلك فإن رجالا من البشر أمكنهم الله من تسخير الجن  كسليمان الذى جاء فى وصف سلطانه (( ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه،ومن يزغ مهنم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات … إلخ

وفى هذا السياق كشف القرءان الكريم عن أن الجن  لا يعلمون الغيب،وأن هوايهتم فى إغواء أبناء آدم لا تتعدى المكر السئ واستدراج المغفلين،ولذلك قال فى وصف العصاة من البشر ((ولقد صدق عليعم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين،وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرةممن هو منها فى شك .. ))

تدبر هذه الجملة (( وما كان له عليهم من سلطان )) لتعلم حدود مقدرته على الإيذاء ! .

هل الجراثيم الخفية من عالم الجن ؟ لا يستبعد صاحب المنار هذا !  مستشهدا بالحديث فى سبب الطاعون،وقد يكون رأيه صحيحا ! وقد يكون الجن الواعون الخبثاء أصحاب بصر بعالم الجراثيم وأصحاب قدرة فى إصابة البشر بهذه الجراثيم وما تحمل من علل !! .

ولعل مطالبة  المؤمنين بالتعوذ من الجن فى أوقات وأماكن معينة ما يشهد لذلك،فالمسلم مكلف عند الذهاب إلى الخلاء أن يقول : ( أعوذ بك من الخبث والخبائث )) !  وعندما يتصل بزوجته أن يقول (( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا )).

ولا أحب أن أمضى فى طريق غامضة المعالم ! ولا أشغل المسلمين بأمور توافه،وبيضتهم مستباحة وحدودهم مجتاحة !!

إن هناك قسسا فى الأديرة يزعمون أنهم يسخرون الجن،وهناك رجال منا يرددون الدعوى نفسها .

والفرصة أمام الخرافيين موجودة ليبيضوا ويفرخوا !!  ولا يجوز أن ننسى قول الله لكل مسلم  (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أؤلئك كان عنه مسئولا ))

إن المسلم الحق يخاصم الأوهام ويصادق اليقين ولا تستفزه ترّهات المرضى ..

قرأت هذا الحديث ثم أستغرقنى الفكر عن عطاء بن أبى رباح،قال قال لى ابن عباس : ألا أريك إمرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى،هذه المرأة السوداء أتت النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ،فقالت إنى أصرع وأتكشف فادع الله لى !

قال : إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ! قالت : أصبر،فادع الله لى ألا أتكشف،فدعا لها ..

هذه امرأة مصابة بالصرع آثرت أن تموت به ضامنة الجنة كما بشرها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

وكل ما أحبّته ألا يتكشف بدنها فى أثناء الغيبوبة التى تنتابها،وقد تكفل لها النبى بذلك .. قلت : لو كان مرضها من شيطان يركبها أكان النبى ّالكريم يتركها صريعة هذا اللعين ؟ ما أظن .. !

ماذايقع لو كان المرأة من أهل هذا العصر ؟ ربما عولجت بالصدمات الكهربائية لتشفى ! ربما قال بعض الناس : يسكنها شيطان،وظلوا يضربونها حتى يخرج الشيطان المزعوم منها،وربما خرجت روحها مع الضرب المبرح …

ليس لدى مانع  من مناقشة الموضوع كله بفكر معتدل مفتوح ! أما الذى أرفضه بقوة فهو إقحام الإيمان والكفر فى الموضوع كأن الدين سلوك ماجنين،أو نزوع مجانين !!

الخطأ والصواب هنا فى تشخيص مرض،وقد أستعبد ما يصدقه الآخرون دون حرج وأنا أريد حماية أمتنا من الشعوذه،والتمائم،وحروف الجمل،وأرقام الحروف وحساب الطوالع،وصداقة الأشبح وتسخير الجان … إلخ .

المرض الحقيقى عند قوم يتهمونك بأنك تنكر الجن وعالم الغيب،لأنك ترفض أوهامهم،أولئك بلاء على الإسلام

والناس فى عصرنا يعانون من الوحشة والإرهاق،وقد لقينى فتيان وفتيات يشكون من مس الشيطان وكد الأعصاب،وهم بحاجة إلى مربين رحماء

وفى أقطار أورب وأمريكا يقوم الأطباء النفسيون بدور كبيرفى علاج  هذه المآسى بيد أن أغلب هؤلاء الأطباء من مدرسة (فرويد ) وهو  رجل معتل  الفكر طافح الشهوة،ووصايا هذه المدرسة تدور حول محاربة الكبت،وإرخاء العنان للنفس !

والكبت الدائم قد يكون سبب بلاء،ولكن الكبتالموقوت دعامة التربية والترقى ..والتفرقة بين الأمرين لا يعرفها عديمو الإيمان تاركو الصلوات،أحلاس الشهوات .

وهناك شئ كان أولى بالمتدينين أن يعرفوه ويعرفوا الناس به،ذاك أن شياطين الإنس والجن تنتشر فى كل مكان،وتحاول الإيقاع بكل إنسان،والأستعاذة منها واجبة ونافعة !

وقد أمرالله بها نبيه (( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوز بك رب أن يحضرون )

وكان رسول الله يقول : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه )) ( 69 ) ومن أدعيته اللهم إنى أعوذ بك من الهرم وأعوذ بك من الهدم ومن الغرق، وأعوذ بك من أن يتخبطنى الشيطان عند الموت ))

هذا المسلك أفضل من إشاعة سكنى الشيطان لبدن الغنسان والاحتيال على طرده بشتى الأوهام .